إخواني في الله ، إنّ من أعظم النصائح تلك التي توجهك إلى أعظم الأمور ، وعليه تكون أعظم نصيحة هي إنه بقدر إجلالكم لله سبحانه وتعالى يجلكم ، و بمقدار تعظيمكم قدره و احترامه يعظم أقداركم و حرمتكم ، فإذا ما تأملتم من حولكم لرأيتم و الله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه ، ثم تعدى الحدود في كبره فهان عند الخلق ، و كانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه ، و قوة مجاهدته وماذلك إلا لتعديه على حدود الله.
و في نفس السياق قد
ترى من كان يراقب الله عز وجل في صبوته وشبابه مع قصوره ، فعظم الله قدره في
القلوب حتى علقته النفوس ، و وصفته
بما يزيد على ما فيه
من الخير
،
و رأيت من كان يرى الإستقامة إذا استقام ، فإذا زاغ مال عنه اللطف ، و لولا عموم الستر و شمول
رحمة الكريم المنان لافتضح هؤلاء
المذكورون ، غير أنه
في الأغلب تأديب أو تلطف في العقاب كما قال الشاعر :
ومن كان في سخطه
محسناً فكيف يكون إذا ما رضى
إن الواجب على كل ذي
لب أن يعلم أن القاعدة المسلمة التي لا شك فيها أن الحكم العدل لا يحابي ، و الحاكم
بالجزاء سبحانه وتعالى لا يجور أبدا ، و ما يضيع عند الحق الأمين شيء قل أم أكثر ،
فإذا ما علمت ذلك فألزم سبيل الله المستقيم ، واحفظ حدود الله في كل أحوالك يحفظك
في ضعفك قبل قوتك ، والله أسأل أن يلزمنا حدوده فلا نتعداها ، وأن يحفظنا من شرور
الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه وأن يرينا الباطل
باطلا ويرزقنا إجتنابه ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم / د. محمد علي
No comments:
Post a Comment